بلديّة بوعرادة
تأسست مدينة بوعرادة في أواسط القرن الخامس قبل الميلاد عندما شرعت قرطاج في إستغلال المناطق الداخلية بإفريقية في مشروعات فلاحية فإسمها الحقيقي فينيقي الأصل (أردي – Aradi) الذي تطور إلى بوعراضة ثم بوعرادة خلافا لما ترويه الأسطورة المتداولة ... حكمها الأسباط (Les Suffètes) ما بين 814/146 قبل الميلاد و تعتبر الحد الطبيعي الفاصل بين التراب البونيقي في الجهة الشرقية والتراب النوميدي في الجهة الغربية من أرض إفريقية حيث يمر خط – فوساريجيا FossaRegia – الذي عثر عليه في منطقة الرميل وجبل منصور وقد رسم على إثر الحروب البونيقية . كما عثر على معلم أثري فريد من نوعه في شمال إفريقيا ويمثل ضريح والي روماني أقيم ما بين نهاية السنة الأخيرة قبل الميلاد وبداية السنة الميلادية ، ويطلق عليه " ضريح المصور" لوجود نقوش على واجهته من كافة أبراج الفلك مما يوحي بإهتمام القدامي بالعلوم الفلكية وهذا الحاكم الذي يمثل السلطة الرومانية في المنطقة يسهر على حماية الحدود من هجمات النوميديين والقراصنة وقد تولى المعهد الوطني للتراث نقل هذا المعلم وتركيزه في الحديقة الأثرية بوسط المدينة . وفي العهد الروماني شهدت مدينة بوعرادة توسعا وتطورا في مختلف أوجه الحياة ولم يبق من أثارها إلا قوس النصر المعروف اليوم – بالبرج – والذي بني سنة 184 ق/م في عهد القيصر - لوكيوسكومودوس L’Empereur Commode – الذي تواصل حكمه من سنة 192/180 ق م .
أما مدينة بوعرادة الحديثة التي أقيمت على أنقاض المدينة القرطاجية الرومانية فيرجع عهدها لأوائل هذا القرن,
و قد أحدثت بها بلديــــــة في 22 جانفي 1941, و تقدر مساحتها حاليا بـــ 1060 هك, يسكنها حوالي 13.162 نسمة, وهي أقدم بلدية في ولاية سليانة.